بسم الله والحمد لله و الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
عندما تقرأ العنوان فقد يتبادر إلى ذهنك السؤال التالي :
ما العلاقة بين السندوتش والبرمجة ! 
— حسناً كما تعلم عزيزي القارئ أن السندوتش يصنف ضمن المأكولات (
السريعة) أي التي لا تأخذ وقت ويفضلها كثير من الناس الذين لا يملكون الوقت لتحضير الطعام أو المشغولين بعمل معين ولو قمت بفتح السندوتش لوجدت أنه خليط من أمور كثيرة وغير مرتبة ولكن هذا لا يهم من سيأكله فهو يفكر في الطعم

وهذا صحيح بالنسبة للسندوتشات فالمظهر العام غير مهم و
أما المقصود بالسندوتشات البرمجية (وأعتقد أنك فهمتها) — هي البرامج سريعة التحضير !.
البرامج سريعة التحضير أو السندوتشات البرمجية هي البرامج التي يكتبها المبرمجين دون تنظيم وفقط لكي يكون لها مظهر جذاب من الخارج ومشاكل كثيرة في الداخل — وللتوضيح لو دققت النظر في البرمجيات العربية لوجدت أنها (في الغالب) ليس لها الكثير من الإصدارات لأنها لم تبنى بنظرة مستقبلية صحيحة فمثلاً في البرمجيات الأجنبية يتم ترتيب الكود بشكل جيد لأن هذا يساعدهم في صيانة البرنامج بسهولة وتعديله وإضافة الخصائص في الإصدرات الحديثة أما البرامج العربية فهي في معظمها فقط تحاول (الظهور) وعندما يظهر البرنامج مثلاً ويرى النور (ولنفرض) أنه أيضاً حقق شهرة كبيرة — فعندها تأتي مشاكل كثيرة للمبرمج عندما يريد اصدار النسخة الجديدة لأن خلف ذلك الشكل الجذاب للبرنامج يقبع الكثير من المايونيز والكاتشب — عفواً أقصد من الأكواد الغير مرتبة وهنا تأتي مشكلة أخرى للمبرمج فهو أمام خيارين فإما أن يعيد كتابة البرنامج من الصفر ليسهل التعامل مع الإصدارات ويقدمها كنسخة جديدة للمستفيدين أو أن يواصل بتخريب ما يمكن تخريبه في الشفرة وذلك بإضافة القليل من الفلفل الأسود عفواً أقصد من الأكواد بحيث تصبح الأمور فوق بعضها البعض!.
ببساطة سبب كل تلك الفوضى هو
حب الظهور —
نعم حب الظهور وعدم الصبر — وهذه في الغالب تجدها بكثرة في مبرمجينا إلا ما رحم ربي — وهاتان النقطتان هي من يجعل المبرمج يصدر سندوتشات برمجية بحيث تأتيه خيالات
أن فكرته لم يسبق إليها أحد وأنه سيفجر الكرة الأرضية عندما يظهر البرنامج أو السكربت وأن الناس سيعجبون به فور نزوله وهذا يجعله يكتب أكواد أي كلام في أي كلام وبسرعة لينتج لنا سندوتش برمجي جاهز للأكل

وهذا للأسف كله أيضاً بسبب التوقعات الوهمية وعدم الصبر كما ذكرت.
أما نصيحتي لك كمبرمج وبما أنك اخترت هذه المهنة فيجب أن تكون
صبوراً وإن لم تكن كذلك فيجب أن
تتدرب على الصبر وأن لا تجعل أحلام اليقظة تذهب بك بعيداً أنت وسندوتشك البرمجي عفواً أقصد برنامج

— لذلك كن حكيماً وهدئ من روعك واصبر على انتاج البرنامج حتى لو كلفك ذلك عاماً كاملاً ولكن عندما يظهر للناس فعندها بالفعل سيكون اسمه (برنامج) !

.