بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد – أولاً دعني أقول لك مبروك لكونك وصلت إلى هذه المرحلة ولم يبقى عن الحياة العملية إلا الشيء البسيط وثانياً أحببت أن أشارك بشيء من المعلومات التي قد تساعد كل من لديه مشروع تخرج من متخصصي أقسام الكمبيوتر على وجه العموم – لذلك دعنا نبدأ

1- أنت لا تصنع المشروع لتعمل عليه لوحدك : وهذا يعني أنك عند البدء في المشروع ضع في ذهنك المستخدمين ومن سيستخدمه ؟ وكيف سيستخدمه ؟ وماهي الشريحة المتوقعة لهذا المشروع؟ وكم عددهم ؟
2- المشكلة بجوارك فلا تذهب بعيداً : أغلب التلاميذ يفكرون في أشياء متقدمة ومحاكاة لما هو موجود عند الغرب (وهذا ليس عيب أو خطأ) لكن لو فكرت قليلاً لوجدت أنك المشاكل ذات القيمة العالية بجوارك – وببساطة – إسأل نفسك – ماهي المشكلة المكررة في المجتمع لدينا ويشتكي منها الناس ؟ – مع التنبيه على أن كلمة مجتمع يمكن أن تتحول إلى أي مجتمع كبير أو صغير مثل أن يكون المجتمع المقصود به (الدولة – المدينة – الجامعة – المدرسة — وغيرها) بحيث لو كان المقصود من المجتمع مثلاً الجامعة فعندها نقول : ماهي أكثر مشكلة يواجهها التلاميذ في الجامعة ويشتكون منها بشكل دائم ؟ وعندها قد يظهر لك أكثر من جواب – أختر حسب الأولوية من بين الأجوبة وذلك بحسب تأثير تلك المشكلة على الجامعة ومن ثم حاول إيجاد تطبيق أو برنامج يقوم بحل تلك المشكلة بطريقة إبداعية – ومن هنا تصبح للبرنامج أو مشروع التخرج قيمة فعلية ويحتاج إليه الناس.
3- كثرة التقنيات المتقدمة في المشروع لاتعني أنه قوي أو أن المجتمع سيحتاج إليه : وهذه نقطة مهمة, فكثير من التلاميذ يظن أنه في حال ملأ التطبيق أو المشروع بالتقنيات الحديثة, فهذا سيضمن له أن مشروعه (جبار) وهذا الكلام غير صحيح, فماذا سنستفيد من مشروع مليء بالتقنيات وليس له حاجة أو استخدام جدي يفيد المجتمع.
4- المشروع في نقطتين : الأولى هي أن المشروع هو عبارة عن (حل لمشكلة) أو إجابة على تساؤل والثانية هي أن تطبق المهارات التي تعلمتها في الجامعة أو من خارج الجامعة على الحل لتلك المشكلة بحيث تكسب الخيرين – الأول التفكير في إيجاد الحلول مع التطبيق العملي والثاني هو أنك أنتجت شيء ملموس.
5- فكر بشكل أوسع : عند محاولة حل المشكلة, إسأل من هم من خارج التخصص (عامة الناس) فغالباً ما تجد لديهم الكثير من المشاكل التي يودون حلها لكونهم لا ينظرون للأمور بنظرة تقنية وإنما بنظرة واقعية, فبإمكانك أن تستفيد منهم من خلال استنباط مشروع مناسب لأحد مشاكلهم أو أن تسألهم بعض الأسئلة عن المشكلة التي اخترتها أنت لتجد بعض الحلول الواقعية التي ستساعدك في إيجاد الحل المناسب لمشروعك.
6- أختر فريق العمل بعناية : فكونك زميلي فهذا لا يعني أني يجب أن أعمل معك (وهذه قوية على البعض ولا يستطيع أن يأخذ هذا القرار إلا شخص مسئول) – فهناك خيارين لزميلك – الأول أنه يعمل ويجتهد وهذا مناسب للعمل معه – والثاني أنه إتكالي – فهذا له خيارين إما أن يتعلم من خلال المشروع ويجتهد مع التشجيع من الفريق أو أن يتم استبعاده من الفريق – فلا مجال للمجاملات – فالصداقة شيء والعمل شيء أخر.
7- خلي المشرف على المشروع يتحلم فيك من القهر : والمقصود يجب أن تكون (بلشة) (نشبة) (قروشة) (لزقة) سمها ماشئت – يعني خلي المشرف يندم على اليوم اللي وافق إنه يشرف عليك

(مزحة) – بكثرة الأسئلة – إيميل – جوال – أو إن كان المشرف مثلاً قد حدد ساعتين بشكل نظامي – فأستغل الساعتين كاملة من خلال تحضير مجموعة من الأسئلة المسبقة (وسدد له تلك الأسئلة الواحد تلو الآخر) (عاد كذا صرت ملاكم مو تلميذ

) – المقصود من كل هذا المزح – أن تستفيد من كل دقيقة مع المشرف.
8- المشرف تبعي مو داري عن المشروع : وهذه تحصل في الجامعات – فماذا أفعل ؟ ببساطة حاول أن تجعل المشرف الجامعي مجرد صورة إن لم تستطع الإنتقال لمشرف أخر – وحاول أن تبحث عن شخص يشرف على المشروع من داخل الجامعة أو من خارجها ليساعدكم على حل المشاكل التي تقعون فيها.
9- مشروع التخرج هو خلاصة السنين : سنوات وأنت تذهب إلى الجامعة وتعود منها – واليوم يجب أن تضع كل ما تعلمته من علم في هذا المشروع – لا تسخر أي جهد حتى تعكس مدى خبرتك وقوتك في المشروع.
10- هل تهتم لكونك قائد المشروع : هذه الأمور أنصحك بعدم الإهتمام بها وركز على كمية الفائدة التي ستخرج بها من المشروع ولا بأس أن تفكر في قيادة الفريق بشرط – أن تكون على قدر عالي من المسئولية والمعرفة بمجال عملك.
11- كيف نجتمع كفريق عمل : هناك أدوات كثيرة تساعد على الإجتماع وليس شرطاً أن يكون الإجتماع مباشر – وأنصح ببرنامج GoToMeeting لعمل اللقاءات فهو قوي وتفاعلي ويمكن الفريق من تعديل الملفات وعمل المناقشات المرئية والصوتية وتسهيل الشرح – بإختصار أداة تفاعلية متكاملة للفريق.
12- مشاركة الشفرة البرمجية : الأفضل أن يكون المشروع موجود على أحد برامج إدارة الشفرة ويفضل أن يتم إستخدام Git وهناك مواقع كثيرة توفر هذه الخدمة مثل www.github.com و www.bitbucket.com و http://tfs.visualstudio.com و www.codeplex.com بحيث تستطيع أن تدير المشروع وتراجع الأخطاء وترفع التعديلات وتقارن التعديلات وكل ما يخص تطوير المشروع من أدوات وأمور موجود على هذه المواقع.
13- الأدوات واللغات الخاصة بالتطوير : عند إختيار لغة البرمجة المناسبة للتطوير فالأفضل أن لا تعطي القرار لوحدك بل يتم إعطاء القرار بالتصويت و بناءاً على نقاط واضحة.
14- عندما تتحدث مع الآخرين عن المشروع : لا تقل فعلت ولا تقل أنا قمت بـ .. ولا تستخدم (الأنا) — بل قل – نحن و فعلنا و قمنا بـ .. وهكذا – فهذا الأمر وعلى بساطته فإنه يعطي تأثير قوي عند الحديث عن المشروع ويظهر روح التعاون
15- لكل مشروع مصادر : هناك أساليب كثيرة لمتابعة المصادر وأولها الإنترنت – لكن يجب أن يكون لكل فريق على الأقل من ثلاثة إلى خمس مراجع (كتب) في ما يخص المشروع نفسه بحيث يعود الفريق لها.
16- فرق تسد : هذه القاعدة مفيدة جداً عن التعامل مع المهام, وخصوصاً عند الحاجة إلى قراءة كتاب يخص المشروع, فلو فرضنا أن هناك كتاب يتألف من 12 فصل وكان فريق العمل يتكون من 4 أشخاص, فعندها يتم عمل قرعة على أول 4 فصول بحيث يأخذ كل شخص فصل ويقرأه ويلخصه ويتم عمل جلسة – ويتحدث الشخص الأول الذي أسند إليه الفصل الأول ويلخص ما فهمه ثم يبدأ الشخص الثاني ويشرح الفصل الثاني وهكذا ثم عمل قرعة أخرى ويتم توزيع أربع فصول وبعدها أيضاً قرعة أخرى لأخر أربعة فصول وبكذا يصبح على كل شخص 3 فصول من الكتاب مع حصول كل شخص على فائدة الكتاب دون أن يقرأ الكتاب بشكل كامل – وهذا يوفر الوقت والجهد أيضاً.
17- تصحيح الكود قد يؤذي المشاعر : يظن بعض افراد فريق العمل أحياناً أنه شخص لا يخطيء ولكن لا يظهر هذا الأمر للفريق, وبمجرد أن يجد أحد الأعضاء خطأ في كود معين لذلك الشخص, فإن ذلك الشخص قد يأخذ مبدأ الدفاع وقد تحدث مشكلة, لذلك إذا اكتشفت أي خطأ في شفرة أحد الأعضاء فأستخدم عبارات لطيفة لتنبهه على وجود خطأ مثل ( تصدق شكلك نسيت تحط السطر هذا .. أو .. تصدق الكود اللي كاتبه أنت ممتاز بس بحكم خبرتك وش رأيك لو نحاول نختصره بطريقة أفضل أو نحله بأسلوب أخر).. وإياك أن تصادم الناس.
18- عزز روح التواصل : اجعل لفريق العمل لقاء مثلاً كل عشرة أيام – فقط لمجرد التواصل ودون الحديث عن المشروع أبداً – مثل الذهاب لنزهة في مكان معين أو الذهاب لمطعم أو أي مكان للإستجمام والبعد عن جو العمل والحديث عن أمور الحياة الأخرى – فهذا الأمر يقوي روح التواصل ويعتبر مثل محطة الشحن التي تساعد الفريق على العودة بقوة وحتى لا يتراجع حماس الفريق.
19- المشروع صعب أم سهل : إياك أن تظن أن صعوبة المشروع تعني قوته بل على العكس – انظر إلى تويتر نفسه – فهو في بنيته – برنامج سهل جداً وخفيف – لكن في فكرته قوة عجيبة وهذه هي كل الحكاية – ولو دققت النظر فيه فلن تجد الكثير من التفاصيل كالبرامج الكبيرة والمعقدة ولكنه قد يتفوق عليها بمسافات.
20- أفضل طريقة لتحقيق الأحلام هي الإستيقاظ من النوم والبدء بالعمل 
هذه 20 نقطة أخرجتها لك من قلب صادق, من قلب يتمنى أن يرى فيك يوماً ما كل ما يتمناه لنفسه

وهذا ما لدي الآن فإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وإن أصبت فمن الله عز وجل..